مصعد بدون لمس

التحدي 

شَهِد العالم عامًا استثنائيًا على كافة الأصعدة، عام أزمة كورونا الذي يعدّ الأصعب في تاريخ البشرية المعاصر، انقلب فيه الحال رأسًا على عقب، تقيّدت حركة البشر وتغيّرت طبيعة الحياة واختلف شكل الأشياء، وأصبحت جميع النشاطات التي كان يمارسها الناس بشكلٍ طبيعي بالأمس، مصدر خوف وحذر كبير اليوم.. ومن أهمها التعامل مع الأشياء العامة والمشتركة بين الناس، مثل فتح الأبواب ولمس الأسطح واستخدام الأدوات في المطاعم والمحلات التجارية. 


منبع الفكرة 

كان لدينا هدفًا واحدًا، وهو أن ننشئ بيئة آمنة صحية تمنع انتشار فايروس كورونا داخل الشركة، فكرنا بكل الحلول والسبل التي تساعد الموظفين على الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، منها تفعيل نظام العمل عن بعد الجزئي، والتباعد الاجتماعي داخل المكاتب وإغلاق بعض المرافق العامة غير الضرورية وغيرها. 

ولكن واجهنا تحديًا يتطلب منا جهدًا أكبر للسيطرة عليه، وهو لمس الأسطح العامة وأهمها أزرار المصاعد (نظرا لضرورة وكثرة استخدامها داخل المباني)، حاولنا إيجاد بعض الحلول وكان منها وضع أعواد الأسنان بجانب كل مصعد ليتم استخدامها في الضغط على أزرار المصعد، ولكننا وجدنا أنها ليست الحل الأمثل وذلك للعديد من الأسباب أهمها؛ يجب متابعة الأعواد باستمرار وتعبأتها عند نفادها وذلك فيه استهلاك كبير للوقت والجهد والموارد، بالإضافة إلى أن هذا الحل تقليديًا وليس مبتكرًا ولا يتماشى مع طبيعة عصرنا الرقمي. 

ومن هذا المنطلق، ولأن الحياة يجب أن تستمر تحت أي ظرف، ومن منطلق مسؤولية شركة عِلم في تسهيل حياة الناس للتكيّف مع الظروف المختلفة عن طريق إيجاد حلول تقنية مبتكرة، ابتكرنا في قطاع الأبحاث والابتكار جهاز للتحكم في المصاعد Contactless Elevator Control، الذي يساعد بشكل كبير في تجنّب لمس أزرار المصاعد. 

 

الحل 

يتكون الجهاز من دائرة إلكترونية ثم تصميمها وتطويرها في عِلم، تحتوي هذه الدائرة على مستشعرات وحساسات ومحرك تتفرع منه أذرع للضغط على الأزرار، عملنا لمدة يومين لتطوير POC بطابعة ثلاثية الأبعاد ثم انتقلنا إلى مرحلة الإنتاج النهائية، صممنا الجهاز ليعمل بالبطارية القابلة للشحن، ولكن لاحقًا وجدنا أنه قد يتطلب تكاليف إضافية للصيانة، فصممنا الجهاز ليعمل على "طاقة الحائط". 

تم تركيب الجهاز بجانب الأزرار داخل وخارج المصاعد، حيث يتكامل مع تطبيق ذكي تم تطويره للاتصال بجهاز التحكم من خلال البلوتوث واستخدامه عن طريق الجوال، يتكون التطبيق من واجهتي تحكم، واجهة للأزرار الخارجية للمصعد (الصعود والنزول)، وواجهة للأزرار الداخلية (الأدوار)، عند الاقتراب من المصعد وفتح التطبيق ستظهر للمستخدم أزرار المصعد كاملة، وعليه فقط أن يضغط على الزر المطلوب في التطبيق، وسيقوم الجهاز تلقائيًا بالضغط على الزر من خلال الأذرع البيضاء، أو فقط تمرير اليد فوق الذراع الأبيض وبفعل الحساسات سيتم الضغط على الزر فورًا. 



النتائج 

لاقى هذا الابتكار إعجابًا كبيرًا لدى الموظفين، وإقبالًا واسعًا على استخدامه، حيث أنه لا يستدعي أبدًا لمس أزرار المصعد، وبالتالي أصبح لدينا طريقة فعّالة وآمنة تجنّبنا لمس الأسطح العامة كوسيلة احترازية ضد انتشار كوفيد-19. 

تساعد التقنيات الحديثة الإنسان على ممارسة حياته بشكلٍ أسهل، حيث لن تُحقق الابتكارات التقنية مكاسب حقيقية مالم تُستثمر في تطوير منتجات تركز على البشر وتفاعلهم مع بيئاتهم ومحيطهم ومجتمعاتهم، وتساعد على استمرارية حياتهم بشكلٍ آمن في ظل الظروف المتغيّرة.