تعد الروضة الشريفة-الواقعة داخل المسجد النبوي في المدينة المنورة- من أبرز المواقع التي يقصدها الزوار من داخل المملكة وخارجها.
ونظرًا لمحدودية مساحتها والإقبال على زيارتها، خصوصًا خلال المواسم، فقد واجهت تحديات تشغيلية مستمرة تتعلق بكثافة الزوار، وطول فترات الانتظار، وصعوبة تنظيم الحركة.
وقد استدعى ذلك تطوير حلول عملية وفعالة تُمكّن من رفع الطاقة الاستيعابية وتحسين إدارة الحشود، دون الإخلال بانسيابية الدخول والخروج أو تعريض سلامة الزوار لأي مخاطر.
من التحدي… إلى الحل
جاء مشروع محاكاة الروضة الشريفة استجابةً لتوجيه حكومي بزيادة عدد زوار الروضة يوميًا، وكان التحدي يكمن في تحقيق ذلك دون توسيع الموقع مكانيًا أو تعطيل العبادات بما يضمن تجربة دينية روحية آمنة لكل زائر.
قمنا بإعادة تصميم قائمة على المحاكاة لتدفق الزوار، تستند إلى النمذجة الرياضية وديناميكيات الحشود، وكان الابتكار الرئيسي هو تقسيم الروضة إلى أجزاء منظمة، مما يتيح الجدولة بكفاءة، ومراقبة الدخول، وتوجيه الحركة.
وباختبار آلاف السيناريوهات الافتراضية التي تستند إلى تحديات الوضع الراهن والأنماط السلوكية، حددنا السيناريو الأمثل الذي يمكن أن يعزّز بشكل كبير القدرة الاستيعابية للمكان مع الحفاظ على قدسيته.
الحل المبتكر:
- تقسيم المنطقة المخصصة للصلاة إلى مناطق مستقلة وتخصيص مخرج خاص لكل منطقة، مما أدى إلى تقليص المدة المستغرقة في الإخلاء من 15–25 دقيقة إلى 6 دقائق فقط.
- تحديد العدد الأمثل للصفوف ليتراوح بين 3 و6 صفوف، لتجنب الازدحام وضمان انسيابية الحركة المستمرة للزوار.
فيديو
أثر ملموس.. وتجربة متكاملة
- زيادة الطاقة الاستيعابية للزوار من 30,000 إلى 57,000 زائر يوميًا
- وصول أكثر سلاسة وأمانًا وتنظيمًا إلى الروضة
- تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل أوقات الانتظار
- توفير مسارات أكثر وضوحًا للحركة
في سياق متسارع من التحديات التشغيلية، أثبتت التجربة أن الحلول المبنية على النمذجة والمحاكاة قادرة على تقديم قيمة حقيقية على أرض الواقع.
ومن خلال هذا المشروع، تحوّلت الروضة الشريفة إلى نموذج يُحتذى به في إدارة المواقع الحساسة، حيث تتلاقى الدقة التشغيلية مع احترام طابع المكان، وتُدار التفاصيل بذكاء وعناية.
وما تحقق في الروضة، ليس نهاية مشروع، بل بداية لنموذج ناجح قابل للتطبيق والتخصيص حيثما برزت الحاجة إلى بناء تجربة زائر لا تنسى.