مراكز الزوار في هيئة التراث ليست مجرد وجهه سياحية..
بل جسور تربط الحاضر بالماضي، وإرث تراثي وثقافي يستحق أن نحافظ عليه ونظهره بأبهى وأجمل صورة.. من هُنا كانت البداية، وكانت الخطوة الأولى لانطلاقتنا التي بدأت بفكرة، واستمرت بشغف حتى يومنا هذا..
كان أحد أسمى أهدافنا أن تسهم هذه المراكز في تعزيز الهوية الوطنية وربط المجتمع بالتراث من خلال توفير منصات للفعاليات الثقافية وتنظيم معارض وفعاليات تعكس التراث المحلي، وتعليم الأجيال الجديدة الفنون والحرف التقليدية، وتعزيز الانتماء من خلال ربط المجتمع بقيمه وتاريخه، مما يعزز الفخر بالهوية الوطنية، وأخيرًا وليس آخرًا دعم رؤية 2030 من خلال تعزيز السياحة الثقافية، مما يساهم في تنويع الاقتصاد وزيادة الإيرادات.
عيش التاريخ.. لحظة بلحظة
يهدف مشروع مراكز الزوار إلى استقبال الزوار في المناطق الأثرية بمختلف مناطق المملكة، ويعتبر أحد أهم قصص النجاح مع هيئة التراث خلال العامين الماضيين. تحت إشراف الهيئة، قامت شركة عِلم بتصميم النموذج التشغيلي وتجهيز وإدارة بعض مراكز الزوار، مما يعكس التزامنا باستقبال الزوار وتعريف السياح العالميين بالتراث، وتمكينهم من التفاعل مع المجتمعات المحلية والمشاركة الفعالة في المناسبات الوطنية.
نسعى من خلال هذا المشروع إلى جعل تجربة الزوار للمناطق الأثرية مميزة وثرية، مما يعزز الطابع الإيجابي للرحلة ويحفز الزوار على تكرار التجربة. تُجهز المراكز وفقًا لأعلى المعايير، ويعمل بها طاقم من الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة لاستقبال الزوار بلغات متعددة، والترحيب بهم بأفضل وجه.
تجربة تفاعلية تلامس الأصالة وتخلد القيم التراثية السعودية
منذ لحظة استلام المشروع، عملنا على تقييم احتياجات العميل وتحديد نطاق العمل، ثم بدأنا بالتخطيط والتنفيذ بوضع خطة مفصلة تتضمن الجدول الزمني للمشروع والموارد المطلوبة، ثم خلال مرحلة التسليم، قدمنا المشروع وفقًا للمعايير المتفق عليها مع ضمان الجودة مدعومًا بخدمات الإسناد من خلال توفير خدمات الدعم الفني والتدريب للموظفين بعد التسليم وتشغيل الموقع بالكامل.
كما نقوم بحصر الزوار إلكترونيًا وإعداد تقارير دورية، وقياس نسبة رضا الزوار عبر استبيانات إلكترونية قصيرة. بالإضافة إلى ذلك، عملنا على تصميم برامج ومحتوى تراثي تعليمي تفاعلي مخصص للأطفال، وقدمنا الدعم الرقمي لضمان جودة العمل.
نبني رحلة الزائر بشكل مثالي، ونقدم خدمات ترتقي إلى مستوى طموحات الهيئة
تتميّز علم بقدراتها وإمكانياتها التي ساعدت في نجاح هذا المشروع وغيره من المشاريع في تكنولوجيا المعلومات وتطوير أنظمة إدارة الزوار والتفاعل الرقمي، والتدريب والتطوير من خلال تقديم برامج تدريبية للموظفين في مجال التراث وإثراء رحلة العميل، وتميزت علم في مجال البحوث والدراسات منذ انطلاقتها كمركزًا للأبحاث في عام 1989، حيث نعمل على إجراء دراسات حول تأثير المراكز على المجتمع والتراث، مما يمكن الاستفادة منه في مشاريع مستقبلية.
نقف فخورين أمام إنجازات لا حصر لها..
أحد أهم النجاحات التي حققناها هو حجم أثر المشروع على السياحة الثقافية في المملكة، حيث لوحظ زيادة في عدد الزوار والسياح تصل إلى 30% مقارنة بعدد الزوار قبل إنشاء المراكز، حيث وصل عددهم إلى أكثر من 450 ألف زائر من أكثر من 120 جنسية، وهذا بدوره يعزز التنوع الثقافي، كما شهدت المراكز زيادة في الإيرادات السياحية بنسبة 20% خلال السنة الأولى من التشغيل وهذا ساهم في استمرارية التجديد مع هيئة التراث نظير النجاحات من بداية المشروع، وبلغت نسبة رضا المستفيدين 99.02%.
إرث يتجدد.. وقصة تستمر
بنجاح هذا المشروع، حافظنا على الثروة التراثية الثقافية وأدرناها بفعالية، مقدِّمين صورة جاذبة للسياحة الثقافية في المملكة. لقد رحبنا بالزوار من مختلف أنحاء العالم وقدمنا لهم تجربة ثرية لا تنسى، مع إبراز تراث المملكة بما يعكس أصالة تاريخنا وثقافتنا.
ولكن القصة تستمر.. وللنجاح بقيّة.. حيث نعمل على تنويع أنشطة جديدة مثل الفنون المعاصرة والعروض التراثية، وتحسين البنية التحتية من خلال تحديث المرافق لجعلها أكثر ابتكارًا وفاعلية، وإطلاق برامج تفاعلية مثل جولات افتراضية وورش عمل محلية.