كيف تحسن إنتاجيتك في العمل؟

يتحمّل الموظفون اليوم الكثير من الضغوطات والمسؤوليات التي تقع على عاتقهم في مكان العمل، والتي تتطلب مهارات إدارية عالية والكثير من الصبر، إذ لا ينجح الموظف في إدارة مهامه ومسؤولياته إلا بعد الصبر والمثابرة والتعلّم، وما يجعل الأمر أكثر تحديًا، هو القدرة على إدارة الحياة المهنية والشخصية في آنٍ واحد. لذا نستعرض هنا بعض النصائح والإرشادات التي قد تساعد على تخفيف الضغط وتحقيق الراحة والإنجاز بأقل جهد ممكن في مكان العمل إلى جانب تحسين جودة الحياة الشخصية.

01

ابدأ بالأهم ثم المهم ثم الأقل أهمية

جدولة الأعمال أمر مهم جدًا، يساعد ذلك على ترتيب أفكارك وتحديد أولوياتك ووضع جدول زمني محدد لكل مهمة وإنهائها في وقتها، دون هذه الجدولة ستعمل بعشوائية وفوضوية وقد تقع في النسيان والتسويف، ومن الأمثلة التي قد تساعد على ذلك هي مصفوفة الوقت لستيفن كوفي لتحديد الأولويات التي ذكرها في كتابه "العادات السبع للناس الأكثر فاعلية"، فهي تساعدك على الجدولة والتعامل مع المهام بجميع حالاتها (مهمة، عاجلة، غير مهمة.. إلخ.) وهي كالتالي:

فكما نرى في مربع 2، بأن العمل الفعّال هو عمل غير عاجل ولكنه مهم وذو فاعلية وقيمة كبيرة مثل التركيز على الأهداف طويلة المدى والتحسين والتطوير والتعلم، مع جدولة مهامك اليومية والعاجلة لا تنسَ العمل الذي يحدد قيمتك ويرسم رؤيتك.

عاجل غير عاجل
مهم
Q1
العمل الضروري
  • إدارة الأزمات
  • الاجتماعات الطارئة
  • تسليم الأعمال في وقتها
  • المشكلات الملحّة
Q2
العمل الفعّال
  • المبادرات
  • الأهداف المهمة
  • التفكير الإبداعي
  • التعلّم
غير مهم
Q3
العمل المُشتِت/المُلهي
  • التقارير غير الضرورية
  • الاجتماعات الجانبية
  • الرسائل ومكالمات الهاتف غير المهمة
Q4
العمل المهدر للوقت
  • الجلوس لوقتٍ طويل أمام التلفاز أو على الإنترنت
  • المبالغة في الاسترخاء والراحة
  • النشاطات والأعمال التي لا تعود بالفائدة
02

لا تحمل نفسك فوق طاقتها

المرونة في جدول الأعمال وخوض التجارب الجديدة مطلب مهم، ولكن لا يصل بك ذلك إلى مرحلة الضغط العقلي والنفسي والتشتت، خطط جيدًا وتعلّم متى تقول "لا" عندما لا تستطيع، أيضًا لا تعمل داخل قوقعتك لوحدك دون أن يعرف مديرك ما الذي يجري داخل هذه القوقعة، بل بمجرد شعورك بالضغط وبأن العمل تراكم عليك وبدأت تفقد تركيزك، توجه لمديرك واستعن به للوصول إلى حل مناسب، إما توزيع المهام على الفريق أو إعادة ترتيب المهام وإعطاء كل مهمة تركيز ووقت محدد بدلًا من العشوائية والمجهود الذي لا طائل منه، حيث أن ذلك قد ينعكس على صحة الموظف النفسية والعقلية والجسدية وبالتالي ضعف في الأداء

03

لا يمر يوم دون أن تقرأ أو تتعلم شيئ ً ا جديدا

كن مطّلعًا في مجالك وغير مجالك، كن واسع الاطلاع والمعرفة، فإن ذلك يساعدك على الابتكار والتأثير والانطلاق بأفكار جديدة ومميزة، بادر بأخذ الدورات التدريبية التي تصقل مهاراتك وتكسبك علمًا جديدًا ينعكس على عملك وعلى حياتك بشكلٍ عام، ولتتجنّب الملل، لا تركز على الدورات المتخصصة أو المتعمقة جدًا في مجال عملك فقط، بل يمكن أن تأخذ دورات تطوير الذات وإدارة الوقت والتعامل مع الآخرين والقيادة وبناء العلاقات وغيرها من المهارات الحياتية العامة كنوع من التجديد، خذ أيضًا دورات تفاعلية تتضمن شيئًا من الحركة والمسابقات والممارسات العملية، والأهم من ذلك هو ممارسة المهارات التي تعلمتها وتطبيقها في الواقع، فلا قيمة لعلم دون تطبيق.

04

بادر بالفائدة والمساعدة

إذا تعلمت شيئًا جديدًا لا تتردد بتعليمه للآخرين، انشر العلم والمعرفة والفائدة، فالتعليم لا يفيد الآخرين فقط، وإنما يعود عليك بالنفع بالمقام الأول ويرسّخ الفكرة في ذهنك ويعمّق فهمك لها، ذلك يساعدك أيضًا في أن تصبح قائدًا يتخذه الآخرون مثلًا حسنًا ومصدرًا للإلهام والإيجابية، أيضًا إذا كان لديك بعضًا من وقت الفراغ، فقدّم المساعدة لمن هم حولك، ساعدهم بما تستطيع وبما لديك من خبرات ومهارات، فذلك يعلمك شيئًا جديدًا ويحسّن علاقتك بالآخرين، اجعل الكنز الذي بداخلك يمتدّ لغيرك بأي طريقةٍ كانت، إما من خلال تقديم ورش العمل أو الجلسات التوعوية أو البرامج التدريبية، أو حتى من خلال مطبوعات يتم توزيعها على الموظفين، لا تهم الكيفية ولكن القيمة هي الأهم.

05

وسع دائرة علاقاتك

بناء العلاقات والتواصل الفعّال في مكان العمل تكاد تكون من أهم عناصر النجاح في العمل، فلا يمكن أن يُعرف الإنسان دون أن "يتحدث ويتواصل"، لا تجلس على مكتبك طوال الوقت، بل اخرج وبادر بالسلام على الآخرين في الإدارات الأخرى، لا تعتذر عن حضور الاجتماعات حتى وإن كانت لا تخص عملك بشكل مباشر، احرص على تواجدك الدائم واستمع لوجهات النظر وابدِ رأيك وشارك أفكارك، اسأل عن تطورات الشركة وكن على علم بكل المستجدات فذلك يُظهر حرصك ونباهتك، احرص على المشاركة في المحافل والمناسبات التي تقيمها الشركة، واقض الوقت في تبادل أطراف الحديث مع زملائك، فإن هذه الأوقات فرصة كبيرة للتعرّف على الآخرين وبناء علاقات قيّمة معهم خارج حدود العمل.

06

لا تخلط بين حياتك المهنية والشخصية

اتبع مبدأ (ما يحدث في المنزل يبقى في المنزل)، لا تأتي محملًا بالمشاكل العائلية، ولا تأتي مشحونًا بغضبك، ذلك قد ينشر الطاقة السلبية بين زملائك فينعكس ذلك على أدائهم، لأن الفريق يتأثر ببعضه، خاصةً إذا كنت قائدًا أو مديرًا للفريق، خذ إجازةً قصيرة إذا استدعى الأمر ذلك إلى أن تشعر بتحسّن ثم عد، ذلك يساعد أولًا في الحفاظ على خصوصياتك، ثانيًا يحافظ على إيجابيتك في العمل، فمن يعلمون معك يحتاجون هذه الطاقة المحفزة ليتماسك الفريق ويعمل بكل إبداع وتفاني، وبالمقابل لا تأخذ مشاكل العمل معك إلى منزلك، واحرص ألا تعمل في أيام إجازتك أو عطل نهاية الأسبوع – إلا ما اضطررت إليه لكونه طارئًا ولا يستطيع أن ينجزه أحدًا غيرك – فمثلما لعملك حق، فإن لعائلتك حق بأن تمنحهم كامل تركيزك ووقتك.

وقفـــة للتفكـــر والتأمـــل...!

جميعنا نسعى ونبذل جهدًا كبيرًا في عملنا، ولكن هل ذلك المجهود يصب بالطريقة الصحيحة وفي المكان والوقت الصحيحين؟