> علم > المدونة > هل ترتبط جودة الأداء بجودة الأجواء؟

هل ترتبط جودة الأداء بجودة الأجواء؟

20/09/2023

تُعدّ البيئة أهم عامل مساهم في النمو والاستمرارية في جميع جوانب الحياة، فعلى سبيل المثال لو وضعت نبتةً في حجرة مغلقة بلا ماءٍ ولا ضوء، فهل يعقل أن تنمو هذه النبتة لتؤتي بثمارها؟

تتمثّل البيئة الممتازة والصحية في تلك التي تحوي جميع العوامل التي تساهم في النمو والاستمرارية والإنتاجية، وتطال هذه الشروط أيضًا البيئة المحيطة بالبشر ونخصّص حديثنا في هذه المقالة عن بيئة العمل، فلمَ قد يهمّ أصحاب القرار في الشركات المختلفة تسخير محيط صحّي للموظفين والعاملين فيها؟ وماهي النتائج المترتبة على هذه الممارسات؟


تغفل الكثير من الشركات وأرباب العمل عن تأثير بيئة العمل على إنتاجية الفرد وفعاليته في المحيط الخاص به، وقد يتبادر إلى أذهانهم أن هذه مشكلة الموظف وحده، غير ملمّين بالتأثير السلبي العائد على الشركة نفسها، فبيئة العمل السلبية تؤدي إلى تقليل مستوى الإنتاجية وزيادة معدلات الغياب والتحولات الوظيفية بالإضافة إلى التأثير على الصحة العقلية والجسدية للموظفين، وتزيد من مستويات التوتر والتعب، وتؤدي إلى شعورهم بالضغط وعدم الرضا عن العمل.


فكيف نخلق بيئة تعزز من سعادة الموظف وإنتاجيته؟

لنفهم أولًا أن التواصل يعد أحد أهم الركائز التي تؤثر على سلوكيات الموظف والفرد، ففي دراسة أجرتها جامعة ميشيغان الأمريكية، اتّضح فيها أن التواصل الفعال بين الموظفين والإدارة يؤدي إلى تحسين أداء الموظفين وزيادة مستوى الإنتاجية وأن هذا التواصل يتضمن الإبلاغ عن الأخطاء والمشاكل والتحدث بصدق وشفافية، وتحفيز الموظفين وتقديم الملاحظات الإيجابية وتشجيعهم على الإبلاغ عن المشاكل، وتوفير التدريب اللازم لتحسين مهارات التواصل، وبالرغم من ذلك قد يواجه العديد من الموظفين صعوبة في التواصل بشكل فعال، وقد يرجع ذلك إلى العديد من الأسباب مثل عدم الثقة بالآخرين أو الخوف من الانتقاد أو الرد السلبي أو عدم القدرة على التعبير عن الأفكار بشكل واضح.


فكيف يُخْلق التواصل الفعّال بين الموظفين؟ 

هنا يأتي دور أصحاب العمل والإدارات في تعزيز هذا التواصل من خلال خلق بيئة عمل إيجابية وصحيّة تحافظ على سلامة الموظف النفسية واستمرارية كفاءة الإنتاج في آنٍ واحد وذلك بتحسين بيئة العمل وإدارتها بشكل فعال من خلال:

• تعزيز الثقة بين الموظفين 

• توفير التدريب والفرص المناسبة للتواصل 

• تشجيع التعبير الصريح والاستجابة بشكل إيجابي للملاحظات والانتقادات

• تشجيع العمل الجماعي والتعاون 

• تقليل مستوى الضغط والإجهاد في بيئة العمل



وفي النهاية تتعدد الطرق والوسائل التي تمكّن صناع القرار من توفير بيئة صحّية تعزز التواصل الفعّال وتحسّن من كفاءة العمل والإنتاجية، وإذا كنت ترغب في تحسين نفسك وتطوير مهاراتك وعلاقاتك في بيئة العمل، فكتاب "تحسين" لتود ديفيس قد يكون نقطة جيدة جيدًا للبدء، قراءة ممتعة!