> علم > المدونة > من إمساك المقود لإمساك الهاتف الذكيّ، ماذا حدث؟

من إمساك المقود لإمساك الهاتف الذكيّ، ماذا حدث؟

19/09/2023

في وقتٍ ليس بالبعيد جدًا كان شراء المنتجات يتم عبر طرق محدودة تتمثل إما في زيارة المتجر أو المكالمة الهاتفية، ولو كنت محظوظًا بمعارفك القاطنين في الخارج لكان شراء منتجٍ مستوردًا أقل تكلفة بعض الشيء من التعامل مع مكاتب البريد والوسطاء، ولكن اليوم مع تطور التكنولوجيا وانتشار التعامل الإلكتروني تحولت التجارة إلى العالم الرقمي، فأصبح الموضوع لا يتطلب إلا بضع نقرات على هاتفك الذكي وما هي إلا مسألة أيام ويصلك المنتج المنشود لعتبة دارك، ولو حكى أحدهم قصةً بوقائع مشابهة قبل ٣٠ عامًا لاعتبره الناس ضربًا من الجنون، فماذا حدث هنا؟


تحوُّل التجارة إلى العالم الرقمي بدأ في أواخر القرن العشرين حيث أتاح فرصًا جديدة للتجار وسهولة أكبر للمستهلكين فلا تخفى على أحدنا ماهية آلية العمليات التجارية قديمًا في الماضي، وكيف كانت تستغرق الكثير من الوقت والمال، ولكن اليوم يمكن للتاجر إنشاء متجر إلكتروني بسهولة وبتكلفة أقل بكثير، يمكنه عرض منتجاته وخدماته على الإنترنت والوصول إلى جمهور عالمي بسهولة، فقد أصبحت عمليات الشراء والبيع أكثر توفرًا للمستهلكين من أي مكان وفي أي وقت.


ما أثر هذا التحوّل على سير عمل التجّار؟

مع انتقال الأعمال إلى العالم الرقمي، أصبح للتجار فرص جديدة لتوسيع نطاق عملائهم وزيادة مبيعاتهم، فبدلًا من الاعتماد على العملاء المحليين فقط، أصبح التاجر قادرًا على الوصول إلى السوق العالمية، بالإضافة إلى ذلك، تمكنت التكنولوجيا الرقمية من تبسيط عمليات الأعمال وتوفير الوقت والتكاليف بفضل الأتمتة وتحسين التواصل بين الأطراف المختلفة، ولكن مع هذه الفرص، جاءت أيضًا التحديات، فقد أصبح من الضروري للتجار التكيف مع المنافسة الشديدة في السوق الرقمية وتوفير خدمات ومنتجات مميزة ومبتكرة لجذب العملاء، كما أن العملاء أصبحوا أكثر وعيًا وتوقعاتهم للجودة والخدمة تزداد يومًا بعد يوم.


كيف أثّر على قرارات المستهلكين؟

من جانب آخر، استفاد المستهلكون بشكل كبير من التحول إلى العالم الرقمي، فقد أصبح التسوق عبر الإنترنت أكثر سهولة ويُسر بالنسبة لهم، بفضل التكنولوجيا أصبح بإمكانهم مقارنة الأسعار والمنتجات بسهولة والوصول إلى معلومات موثوقة عن المنتجات والخدمات قبل اتخاذ قرار الشراء، وعلاوة على ذلك أصبح للمستهلكين القدرة على التعبير عن آرائهم ومشاركة تجاربهم مع الآخرين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التقييم، هذا يعزز الثقة بين المستهلكين ويساعدهم على اتخاذ قرارات شراء أكثر وعيًا ومعرفة.


ما دور التقنيات الحديثة في تسهيل عملية البيع والشراء؟

في ظل هذا التحول الرقمي، ظهرت العديد من التقنيات الحديثة التي تهدف إلى تسهيل العملية الشرائية وتحسين تجربة المستخدمين، إليك بعض من هذه التقنيات:


التسوق المعزز بالواقع المعزز: الذي يمكّن المستخدمين عرض المنتجات في بيئتهم الفعلية من خلال استخدام تطبيقات الهاتف المحمول المزودة بتقنية الواقع المعزز، هذا يساعدهم على تصور كيف سيبدو المنتج في منزلهم أو على أنفسهم قبل شرائه.

تحليل البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي: يستخدم التجار التحليلات الذكية لفهم سلوك المستهلكين وتفضيلاتهم، مما يمكنهم من توجيه العروض الشخصية وتحسين تجربة التسوق.

الدفع الإلكتروني والعملات الرقمية: توفر طرق الدفع الإلكتروني والعملات الرقمية مرونة أكبر للمستهلكين وتسهل عملية الشراء عبر الإنترنت.

الشحن السريع وخدمة التوصيل: بفضل التطورات في مجال الشحن والتوصيل، أصبح بإمكان المستهلكين استلام طلباتهم في وقت أقل وبتكاليف أقل.

التجارة الاجتماعية: تسمح منصات التواصل الاجتماعي للمستخدمين بالتفاعل مع العلامات التجارية وشراء المنتجات مباشرة من خلال تطبيقاتها، مما يجعل عملية التسوق أكثر تواصلًا وشفافية.


في الختام، لقد أحدث التحوّل من التجارة التقليدية إلى الرقمية تغييرات جذرية في عالم الأعمال والتسوق، وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها التجار، إلا أن فرص النمو والتوسع العالمي تفوق التحديات، أما بالنسبة للمستهلكين فأصبح التسوق عبر الإنترنت أكثر سهولة ومتعة وثقة، بفضل التقنيات الحديثة التي تغير طريقتنا في التفاعل والتعامل مع المنتجات والخدمات.