التقنية الحديثة

تقنيات حديثة ومطورة يقدمها لنا الذكاء الاصطناعي في أحدث ثوراته في المجال الفني...

بدأ الأمر برمّته حين نالت لوحة مرسومة بالذكاء الاصطناعي جائزة فنية لمسابقة أقامها متحف كولورادو، مما أثار ضجة في العالم أجمع، كيف لكتابة جملة من بضعة أسطر أن تأخذ ساعات من المجهود اليدوي للبشر؟ بل وصل الأمر لتطوير تطبيقات بهذه التقنية وطرحها بيد العامة لتختصر الكثير من الجهد البشري في مجال التصميم والكتابة وتحليل البيانات المتعددة الأشكال وغيرها الكثير، فهل بات البشر الآن يخشون ما صنعوا؟

يقال أن "الإنسان عدو ما يجهل" وهذا يفسر البداية المعادية جدًا لثورة الذكاء الاصطناعي من قِبَل البشر وقد نرجِّح طبيعة هذه المخاوف التي يتكرر ظهورها مع ظهور أي تقنية حديثة، لنعي أولًا أن الذكاء الاصطناعي تم تصميمه وتطويره لتحسين العديد من المجالات الحيوية والاجتماعية ومن ضمنها المجال التسويقي والإبداعي، فقد أثرى الذكاء الاصطناعي هذا المجال بالعديد من التطبيقات الجديدة التي تقوم على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتحديد الاتجاهات والصيحات الجديدة، وتحسين التفاعل الإنساني مع المنتجات والخدمات.

نستنتج مما فات أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الإنسان في المجال الإبداعي والتسويقي بشكل كامل، إذ أن الإبداع والتسويق هما مجالان يتطلبان الإدراك الإنساني للعواطف والمشاعر والتفاعلات الإنسانية الأخرى، بالإضافة إلى القدرة على التفكير الإبداعي والابتكار ولكن يمكن استخدامه كأداة لتحسين العمل وتحليل البيانات بشكل أسرع وأكثر دقة، مما يمكن الإنسان من التركيز على المهام الإبداعية والتفاعلية الأخرى التي يجيدها بشكل أفضل من الآلة.

فبدلًا من قول إنه سيغني عن الوظائف البشرية يتضح لنا أنه سيساعد أصحاب هذه الوظائف على العمل بكفاءة أعلى وجهد ووقت أقل مما مضى حيث سيتمكن المسوقون والشركات من تحليل البيانات بشكل أفضل وتحديد الاتجاهات الجديدة بشكل أسرع مما يساعدهم على تحسين تجربة المستخدمين، فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي إلى تحسين عمليات التسويق وتحسين تجربة العملاء وزيادة الإيرادات بشكل كبير، ومن ضمن هذه العمليات:

التواصل مع العملاء

تحسين تجربة العملاء من خلال التواصل معهم بطرق شخصية وتقديم الخدمة الإبداعية المناسبة والمتجاوبة مع احتياجاتهم.

وفي النهاية، يمكن القول بأن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على طريقة العمل في المجال التسويقي والإبداعي، ولكنه لن يدفن أي وظائف بشكل كامل، والجدير بالقول هنا أنه سيكون الساعد الأيمن للعاملين في هذا المجال والأجدر بهم ألا يخشوا الأداة وإنما يجيدونها!

فهل أنت ممن سيخشون هذه التقنية أم يجيدونها؟