هيئة المكتبات وشركة "عِلم" توقعان اتفاقية لتشغيل عدد من "البيوت الثقافية"

 

الرياض، 29 سبتمبر 2025

وقّعت هيئة المكتبات خلال مؤتمر الاستثمار الثقافي الذي تنظمه وزارة الثقافة في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، اتفاقيةً تشغيليّة استثمارية مع شركة "عِلم"؛ لتتولى بموجبها الشركة تشغيل مشروع "البيوت الثقافية" في كلٍّ من واحة الرياض بمدينة الرياض، والدمام، وأحد رفيدة، وفق نموذجٍ تشغيليٍّ يعتمد على المشاركة في الدخل، بما يضمن كفاءةً تشغيليّة عالية، وتجربةً ثقافيّة متكاملة تخدم مختلف فئات المجتمع، وتعزز الاستدامة المالية، وذلك في إطار الاهتمام المتنامي بدور الثقافة والفنون، وتعزيز استدامة منشآتها الحيوية.

 

وتأتي هذه الاتفاقية ضمن مبادرات هيئة المكتبات الرامية إلى تطوير وتحويل المكتبات العامة إلى بيوت ثقافية حديثة تحتضن الفنون والمعرفة والابتكار، وتوفر بيئة تفاعلية شاملة، تضم مكتبات متنوعة، ومسارح، ومعامل تقنية، وقاعات متعددة الاستخدام، ومناطق عمل مشتركة، ومساحات خارجية مخصصة للفعاليات، بما يجعلها منصات مجتمعية مفتوحة، تعكس الهوية السعودية، وتلبي احتياجات المجتمع.

 

وتُجسّد هذه الشراكة توجهًا وطنيًا نحو تطوير نموذج مستدام لتشغيل الأصول الثقافية، عبر تفعيل الشراكة مع القطاع الخاص وتوسيع أدواره في مسارات التنمية الثقافية، ومن خلال هذه الاتفاقية، تعكس "عِلم" رؤيتها في الاستثمار في القطاعات الحيوية، حيث يمثل المشروع امتدادًا لنهجها في تقديم حلول تشغيلية وتقنية تدعم بناء بنية ثقافية متكاملة، وتُبرز الثقافة كفرصة تنموية، ومجال استثماري وطني واعد.

 

وفي هذا الإطار، أكد الرئيس التنفيذي لهيئة المكتبات الدكتور عبدالرحمن بن ناصر العاصم، أن هذه الشراكة تمثل تحولًا في مفهوم إدارة المرافق الثقافية، مضيفًا: "نخطو بثبات نحو نماذج تشغيل حديثة تُرسّخ العلاقة بين المجتمع والأصول الثقافية، وتمنح البيوت الثقافية دورًا محوريًا كمحركات للمعرفة والتفاعل المجتمعي. وتمضي هذه الاتفاقية ضمن استراتيجية وزارة الثقافة الرامية إلى بناء بيئة ثقافية محفّزة، وإيجاد مساحات متجددة للتعبير والإبداع، تُعزز الحضور الثقافي في حياة الناس وتدعم التنمية المتوازنة في مختلف مناطق المملكة".

 

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة "عِلم" الأستاذ محمد بن عبدالعزيز العمير، إلى أن الاتفاقية تمثل رؤية استراتيجية تتجاوز الأبعاد التشغيلية، وقال: "استثمارنا في البنية الثقافية نابع من إيماننا بدور الثقافة في بناء الإنسان، وتمكين المجتمعات، وتعزيز الفرص المحلية الواعدة. ومن خلال خبراتنا التشغيلية والتقنية، سنسهم في تقديم تجربة ثقافية متكاملة تثري حياة الناس، وتُبرز الثقافة كعنصر مؤثر في التنمية الوطنية المستدامة".

 

ويُعد مشروع "البيوت الثقافية" أحد أبرز المبادرات الوطنية في القطاع الثقافي، حيث يُعيد تقديم المكتبة كمساحات ثقافية حيّة تعكس نبض المجتمع وتحاكي احتياجاته المعرفية. كما تمثل الشراكة بين هيئة المكتبات وشركة "عِلم" نموذجًا وطنيًا متقدمًا لتكامل الجهود، وتفعيل الشراكات الاستراتيجية، وتوفير بيئة تشغيلية متطورة تعزز استدامة الثقافة في مختلف مناطق المملكة.​