إنترنت الأشياء الجميلة

ضمن المساهمات المجتمعية التي نقوم بها في «عِلم» لتفعيل قيم الشراكة مع مجتمع رواد الأعمال، وتفاعلاً منا مع الأزمة الراهنة؛ فقد أقمنا الندوة الحادية والعشرون من سلسلة الندوات التي نقيمها عن بُعد وبشكل دوري، والتي استضفنا فيها الدكتورة أروى الثقفي، نائب رئيس الابتكار في شركة وادي الطيبة، وقد تحدَّثت فيها عن مفهوم إنترنت الأشياء الجميلة وكيف يمكنه أن يحسن سلوكنا نحو الأفضل.

مفهوم إنترنت الأشياء الجميلة

عندما نتحدث عن مفهوم إنترنت الأشياء الجميلة، فنحن لا نتحدث عن منظور تقنِّي فحسب؛ بل إننا نتحدث أيضاً عن منظور إنساني أو سلوكي. وعادةً ما يُعرف إنترنت الأشياء بأنه ربط الأجهزة/ الحساسات ببعضها البعض عن طريق IP Address مُعيَّن، والتي يتم من خلالها استقبال أو إرسال البيانات. والسؤال هنا هو كيف يمكننا استخدام هذه البيانات ونستفيد منها في تحسين جودة حياة الأشخاص بشكل عام؟

إحصاءات حول نسب الأجهزة المستخدمة المرتبطة بالإنترنت

لا يكاد يخلو أي جهاز تقني منزلي/شخصي من أن يرتبط بشبكة الإنترنت، فالتلفاز الذكي، والألعاب الإلكترونية، وغيرها من الأجهزة الذكية أصبحت من الضروري أن ترتبط بالشبكة بطريقة أو بأخرى. وقد أظهرت آخر الإحصاءات العالمية أن عدد الأجهزة المتصلة بشبكة الإنترنت قد وصلت إلى 50 مليار جهاز، وهو ما يُعتبر رقماً كبيراً، والهدف من إنترنت الأشياء الجميلة هو تطوير التطبيقات الذكية بما يجعلها متسقة مع حياتنا اليومية، وذلك من خلال تحسين السلوكيات والنشاطات التي يمارسها الإنسان. كما ستسهم البنية التحتية في السعودية في تفعيل الحلول المبتكرة لإنترنت الأشياء.

كيف يمكن أن يحسن هذا العدد الكبير من الأجهزة سلوكيات الأفراد؟

المعروف في إنترنت الأشياء أنه يحوي عدداً من الطبقات، ويحوي في طبقته الأولى عدداً من الحساسات المرتبطة فيما بينها من خلال IP Address معين بواسطة بروتوكول يسمح باتصال الأجهزة مع بعضها البعض، ومن خلال هذا التواصل يتم تحليل البيانات الموجودة بشكل مباشر. وتكمن القيمة المضافة لإنترنت الأشياء الجميلة في قياس معدل تحسين سلوك الإنسان من خلال البيانات التي جُمعت مسبقاً. بمعنى أنه يمكن استخدام إنترنت الأشياء الجميلة كتغذية راجعة للسلوك الصادر من خلال البيانات المُلتقطة من الأجهزة المتصلة ببعضها البعض.

مجالات عمل إنترنت الأشياء الجميلة

تشير أحدث المؤشرات إلى ازدياد الطلب فيما يتعلق بالابتكارات التي تساعد في تحليل السلوك الاجتماعي والإنساني في مختلف المجالات والأنشطة. على سبيل المثال؛ يمكن تغيير سلوك العاملين في المصانع إلى الأفضل من خلال ترشيد استخدامهم للمواد الكيميائية والأجهزة الكهربائية، وهو ما قد يسهم في الحد من خطر استعمال هذه المواد والأجهزة. ومن المؤكد أن يلعب إنترنت الأشياء دوراً هاماً في تطوير مثل هذا النوع من الابتكارات.