محتوى الصفحة
في السنوات القليلة الماضية تم تسجيل أكثر من خمسة وعشرين مليون مستخدم من جميع أنحاء العالم في الدورات الضخمة المفتوحة عبر الإنترنت (MOOC) باستخدام عدد من المنصات مثل (EDX)، كورسيرا (Coursera)، وغيرها. يستخدم عادة مصطلح (MOOC) للإشارة إلى برامج التعلم عن بعد والتي يتم تقديم معظمها لعدد كبير من المشاركين من خلال شبكة الإنترنت مجاناً. وعلى الرغم أن معظم دورات (MOOC) تعتبر أقل تنظيماً، إلا أنها مصمّمة باستخدام دورات احترافية من كليات جامعية وتؤهل المتعلم للحصول على شهادة بعد الانتهاء من الدورة.
ظهرت هذه التقنية في عام 2008، عندما عرض ديف كورمييه في جامعة جزيرة الأمير إدوارد (Prince Edward Island) دورة لـ 25 طالب مقابل رسوم ولـ 2,300 طالب بدون رسوم. حيث تم تقديم الدورة من خلال مواقع متعددة بما في ذلك المدونات (Blogs)، وموقع سَكَنْد لايف (Second Life)، ومودل (Moodle). بعدها قام معهد ماساشوستس للتكنولوجيا (MIT) وللمرة الأولى في عام 2011، بعرض ما يعرف الآن باسم (OpenCourseWare) لدعم دورات (MOOC).
ورغم أن الفكرة من دورات (MOOC) التي تقدمها جامعات آيفي ليج (Ivy League) تبدو جذابة للغاية، فإن الدراسات تشير إلى أن 96٪ من أولئك الذين اشتركوا بدوراتها تركوا الدراسة في نهاية المطاف. والسبب وراء هذه النسبة العالية هو أنه عندما يتم إخراج التكلفة من المعادلة، يشعر الطلاب بالارتياح أكثر في اختيار الدورات ثم تركها عندما لايكونون راضين تماماً عن محتواها. صحيح أن النسبة تبدو مرتفعة جداً، ولكن تمكّن أكثر من 2.1 مليون مستخدم حتى نهاية عام 2015 من إتمام دورة (Coursera) ، وتعتبر هذه النسبة مرتفعة جداً.
لكن... من هم المستفيدون من دورات (MOOC)
وفقاً لنشرة جامعة هارفارد للأعمال (2015)، وعند التحقق من الذين استكملوا دورة في كورسيرا، فقد ظهر نوعان من مستفيدي دورات (MOOC)، حيث أبدى النوع الأول اهتماماً في التطوير المهني لتحسين وظائفهم الحالية، أو في العثور على وظيفة جديدة. وكان الذين يمتلكون مهارات في وظائفهم الحالية أكثر قابلية لتطوير هذه المهارات. أما أولئك الذين يبحثون عن وظيفة فقد حصلوا على مهارات جديدة من شأنها أن تساعد على إيجاد وظيفة أو الانتقال إلى وظيفة جديدة.
أما النوع الثاني فقد أبدى أن هدفه من الالتحاق بهذه الدورات كان الحصول على شهادة جامعية. المثير للاهتمام في هذا النوع من المستفيدين هو حقيقة أن بعضهم لم يتمكنوا من الاستفادة من أي بيئة تعليمية تقليدية أو أن بعضهم من المجتمعات المحرومة. مثال على ذلك هم كبار السن الذين تركوا الدراسة في شبابهم ويريدون العودة للمدارس لتحديث معارفهم. مثال آخر يمكن أن يكون أولئك الذين يعانون من مشاكل اجتماعية واقتصادية، وليس لديهم المال ولا الوقت لتلقي أي شكل من أشكال التعليم التقليدي. وفقاً للبيانات التي تقدمها كورسيرا، يعتبر هؤلاء المستفيدين المحرومين الأوفر نصيباً في الحصول عن نتائج مفيدة من خلال استخدام دورات (MOOC).
صحيح أن التعليم العالي هو الذي بدأ بطرح دورات (MOOC)، إلا أنه من الأفضل السماح للقطاع الخاص بتصميم منصات تخدم عملية تدريب القوى العاملة واحتياجات التنمية البشرية في السوق. ومثل أي تكنولوجيا أخرى، تعتبر دورات (MOOC) جديدة نوعاً ما، مما يجعلها أرضاً غنية للبحث العلمي، والتصميم، والتطوير.