> Elm > Blog > التقنية ومستقبل الكوكب

التقنية ومستقبل الكوكب

4/20/2016

​ يتّجه البشر خلال العقود القادمة إلى إهدار موارد كوكبنا واستهلاكها بالكامل. هذا هو الهاجس الذي يشغل الأفراد والمنظمات على حدّ سواء، ويدفعهم للبحث عن حلول مبتكرة لإنقاذ ما تبقى وإعادة إحياء الأرض.

 
 

إنّ ازدياد عدد سكان الأرض المتسارع وتغير نمط حياتهم يتناسب طردياً مع استنزاف الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة. تشير الاحصائيات إلى أنّ عدد سكان الأرض سيصل إلى 9 مليارات نسمة بحلول العام 2050م، وبالتالي سيحتاجون حينها لأكثر من كوكب لتغطية حاجاتهم الأساسية من غذاء وماء وطاقة.
 

استدعت هذه التغيّرات الكبيرة زيادة الوعي لدى الأفراد والمؤسسات، ومن هنا وُلِدت احتفالية يوم الأرض التي انطلقت في 22 أبريل من العام 1970م. منذ ذلك التاريخ ويوم الأرض يحمل كلّ عام شعار وهدف جديد لتثقيف المجتمعات حول الخطر الذي يداهم معيشتهم.
 

تجتهد اليوم آلاف المنظمات البيئية والحكومية في أكثر من 192 دولة حول العالم لإيجاد طرق تعزز علاقة الإنسان بكوكبه وترفع حس المسؤولية لديه.
 

إنّ الاهتمام بالبيئة مهمّة جماعية لا ترتبط بفئة معينة من فئات المجتمع أو تقع على كاهل المؤسسات دون الأفراد. تدمير الكوكب يبدأ من ممارسات الفرد التي لا يلقي لها بالاً ويمتد أثرها تدريجياً لتصبح خسائر غير قابلة للاستعادة.
 

التفات الأفراد ليوم الأرض واهتمامهم بتاريخه والتعرف على شعاره من عامٍ لآخر أكبر دليل على أننا نحرز تقدماً في حرصنا على كوكبنا. هذا العام يأتي شعار يوم الأرض مرتبطاً بأبسط الأفعال التي يمكنك القيام بها لإنقاذه ألا وهي: زراعة الأشجار. يحتاج كلّ فرد في عالمنا الحديث إلى حوالي 96 شجرة لتنقية الأجواء من الانبعاثات الكربونية الضارة التي ينتجها نمط حياته.
 

 
 

ما الذي يحدث في حال ازداد معدّل الانبعاثات في مجالنا الجوّي؟
 

يتبع ذلك ازدياد درجات الحرارة على الأرض عاماً بعد آخر. والمسبب الرئيسي لذلك: مداخن المصانع، وعوادم ملايين السيارات ووسائل النقل والقائمة تطول.
 

يبدو المستقبل أقلّ قتامة إذا فكّرنا في الحلول التي يمكننا اللجوء إليها لإنقاذ مواردنا والبيئة من حولنا. إذا كنّا نريد زراعة الأشجار واستعادة الغطاء الأخضر المفقود، فمن باب أولى التقليل من استهلاك هذه الأشجار والاعتماد عليها. إن تحوّل البشر من استخدام الورق والتوجّه للتقنية كحلّ بديل سيصنع الفرق حتماً.
 

يمكننا اليوم الاستعاضة عن السلاسل الورقية لإنجاز معاملاتنا اليومية باستخدام أجهزتنا المحمولة. فالتقنية تمكّننا من الكتابة والمراسلة والتواصل من أي مكان وفي أيّ زمان.
 

سنضرب مثالا لتوضيح الفكرة: توفير طنّ من الورق يعني إنقاذ 17 شجرة، إذا كنت لا تجد في أفعالك البسيطة أثراً اليوم فإنك ستراها غداً بالتأكيد.
 

لكنّ حماية موارد الكوكب وعلاج مشكلاته لم تكن يوماً مهمّة فردية. ينبغي على مؤسسات المجتمع كافة توحيد جهودها، فما زال بإمكاننا إصلاح البيئة حولنا وصنع مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
 

 
 

من هنا ولدت رغبة «عِلم» في حمل لواء الحفاظ على البيئة في المملكة العربية السعودية. عن طريق ابتكار حلول متقدمة تهدف إلى التحول الكامل للإجراءات والخدمات الإلكترونية واستبعاد الاعتماد على الورق. لقد غيّرت «عِلم» وجه الخدمات التي يحتاجها الأفراد إلى الأبد، وحفظت لهم وقتهم وإنتاجيتهم وزادت من كفاءة المشاريع واستغلال الموارد بالشكل الأمثل.
 

أتممنا حتى شهر إبريل الجاري حوالي مليار ونصف عملية إلكترونية ضمن أكثر من 15 خدمة. ساهمت هذه العمليات في توفير حوالي ملياري لتر ماء، وإنقاذ نصف مليون شجرة.
 

بتخفيف ازدحام الطرق وتكرار مراجعة المكاتب لتنفيذ الخدمات وفرت العمليات الإلكترونية لـ«عِلم» حوالي ملياري لتر وقود، وخفضت انبعاثات الكربون الضّارة بمقدار 5 مليون طنّ.
 

جهودنا لن تتوقّف بتحقيق هذه النجاحات وسنستمر في البحث عن الطرق المثلى للاستفادة من التقنية والابتكار ودمجها لخدمة مختلف قطاعات البلاد الحكومية والخاصة وتيسير حياة الأفراد.
 

اهتمامنا بالبيئة يعني اعترافنا بأحقية الجميع في الحصول على حياة أفضل وأكثر نقاءً. وتأصيلاً لمبادئ ديننا الحنيف التي تسعى لإسعاد الإنسان والمحافظة على صحّته وسلامته وحماية البيئة من حوله وتحقيق التوازن فيها.​​