> علم > المدونة > العمل عن بُعد... من الخيار إلى الإجبار

العمل عن بُعد... من الخيار إلى الإجبار

23/03/2020

ضمن مساهماتنا المجتمعية، وإيمانًا منا بتفعيل قيم الشراكة المجتمعية من خلال التفاعل مع رواد الأعمال، وتفاعلاً مع أزمة كورونا؛ فقد أقمنا في «عِلم» سلسلة من الندوات عن بُعد وبشكل دوري، وقد استضفنا في الندوة الأولى الأستاذ مازن الضراب، والتي كانت محاضرته تحت عنوان "العالم عن بُعد – التجارب والأدوات"، والتي تطرَّق فيها إلى كيف تحوَّل العمل عن بُعد إلى الخيار الوحيد للمنشآت، وممكنات العمل عن بُعد، وتطبيقات مختلفة للعمل عن بُعد، بالإضافة للحديث عن مرحلة ما بعد الأزمة. 




العمل عن بُعد… من الخيَار إلى الإجبار

بعد أن كان العمل عن بُعد خيارًا متاحًا للفرد العامل في المنشأة؛ أصبح هو الخيار الأوحد، وهو ما خلق تحديًا جديدًا لإدارة المنشآت وأعضاء فرق العمل، وهنا يبرز سؤال هام يتعلق بمدى جهوزية العالم للعمل عن بُعد قبل الأزمة وخصوصًا في السعودية، لقد كشفت لنا أزمة كورونا جوانب أخرى لمفهوم العمل من حيث الجوهر وطبيعة الأعمال التي نقوم بإنجازها بشكل يومي، وبرهنت أننا مستعدون للعمل عن بُعد في أي وقت ومن أي مكان. 


ممكنات العمل عن بُعد

حتى نصل إلى مرحلة تمكننا من إنجاز العمل عن بُعد بكفاءة عالية؛ فعلينا أن نعمل على: 

  • العقلية: من المهم أن تفكر المنشأة بعقلية العمل عن بُعد، بمعنى أن تفكر المنشأة بإدارة المخرجات من قياس الإنجاز بساعات العمل إلى قياس الإنجاز بحجم المنجزات المُخرجة وتحقيقه لأهداف المنشأة.  

  • الإجراءات: وهي لا تقل أهمية عن العقلية، وفيها تقوم المنشأة بتمكين إجراءات التحوُّل للعمل عن بُعد. 

  • المعرفة: ونعني بها وعي الموظف في المنظمة بماهية العمل عن بُعد، وذلك من خلال الاطلاع على أحدث ممارسات المنشآت في هذا المجال.   

  • الممكِّنات: ونقصد بذلك توفُّر الوسائل التي تمكننا من العمل عن بُعد كالإنترنت، وبرامج المحادثات، مثل: Zoom. 

  • التعايش: من المهم أن ندرك أن الكثير من المنشآت في مختلف أنحاء العالم أصبحت تنتهج نهج العمل عن بُعد لإنجاز أعمالها، لذا فإن علينا أن ندرك هذا التوجه ونتعايش معه. 


تطبيقات مختلفة للعمل عن بُعد

المجال الصحي

كانت وزارة الصحة سبَّاقة في تفعيل هذا التوجه حتى قبل حدوث أزمة كورونا، ومن هذه الأمثلة منصة Cura، وهي منصة خاصة للتواصل مع الاستشاريين وأخذ التوجيهات والنصائح منهم. وكذلك خدمة 937، والتي يمكن من خلالها استشارة الأطباء من خلال المكالمات الصوتية أو الفيديو. وكذلك منصة "لبيه"، وهي منصة متخصصة بالصحة النفسية.  

مجال التعليم

كانت منصة نون من المنصات التي ساهمت في استمرار العملية التعليمية أثناء أزمة كورونا وذلك بسبب جهوزية البنية التحتية لها لاستقبال عدد هائل من الطلبة في وقت واحد. 

مجال التجارة

شاركت التجارة الإلكترونية في استمرار عمل متاجر التجزئة، وقد أسهمت تطبيقات مثل: جاهز، وهنقرستيشن بتقليل تأثر المطاعم بالأزمة. 


مرحلة ما بعد الأزمة

ليس الهدف من العمل عن بُعد هو تقليل التكاليف فحسب؛ بل إنه يهدف إلى زيادة الإنتاجية، وإمكانية توظيف أصحاب القدرات في المناطق البعيدة وتثمين قدراتهم وإبراز مواهبهم، وإمكانية موازنة حياة الموظف من خلال إعطائه حريته بالعمل من أي مكان يرغب به، لذا فإنه من المتوقع أن تتغير عقلية تفكير أصحاب المنشآت في نظرتهم لهذا المفهوم، واعتماده كأسلوب عمل داخل المنشأة.